الصومال..محاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود دلالاتها وتداعياتها (تقرير)

مقديشو/الصومال الإخبارية
يُعد الهجوم على موكب الرئيس حسن شيخ محمود في قلب العاصمة مقديشو تطورًا أمنيًا خطيرًا لن يكون حدثًا عابرًا، بل سيلقي بظلاله على الوضع الأمني.
كما سيمنح الجماعة التي نفذت الهجوم دفعةً معنويةً، ما يمكنها من استغلال الحدث دعائيًا لتحقيق بعض المكاسب الميدانية، حتى وإن كانت غير ثابتة نظرًا لتحركات الجيش الصومالي لصد الهجوم الذي امتد إلى محافظة شبيلي الوسطى.
توقيت الهجوم
جاء الهجوم بعد تحذيرات أمريكية من هجمات إرهابية وشيكة، كما دفع بعض شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها إلى مقديشو، استجابةً للتحذير الصادر عن السفارة الأمريكية هناك.
ويتزامن هذا الهجوم مع استعداد الجيش الصومالي لشنّ عملية عسكرية كبرى ضد حركة الشباب برًا وجوًا.
مستفيدًا من حصوله مؤخرًا على طائرات تركية متطورة قادرة على استهداف البنية التحتية العسكرية والإدارية للتنظيمفي مناطق سيطرته.
كما يسعى الرئيس حسن شيخ محمود إلى إحياء المقاومة الشعبية، وتعزيز دور القوات المسلحة في التصدي لحركة الشباب.
كذلك، وقع الهجوم بعد يوم واحد فقط من إقالة وزير الدفاع، الذي يُعرف بامتلاكه شبكة واسعة من الاتصالات الأمنية والاستخباراتية.
الوزير المقال كان في صدام مستمر مع هيئة أركان الجيش، ما تسبب في إبطاء وتيرة العمليات العسكرية ضد التنظيمنتيجة غياب قيادة فعالة ومتماسكة.
الدلالات
• يؤكد الهجوم أهمية التعامل بجدية مع التحذيرات الأمنية الأميركية، وتعزيز الأمن الداخلي والاستخبارات لمواجهة الأخطار المحدقة.
• قد تكون محاولة اغتيال الرئيس مدفوعة بدوافع سياسية داخلية أو مؤامرات خارجية تهدف إلى عرقلة صعود الصومال، خصوصًا بعد رفع حظر الأسلحة وإعفاء الديون، مما يمهد لنمو اقتصادي واستقرار ديمقراطي يتمسك به الرئيس.
• تُظهر حركة الشباب تصعيدًا واضحًا عبر استهداف موكب الرئيس بشكل مباشر، في خطوة تعكس ردّها على الهجمات الجوية التي نفذها الجيش الصومالي مطلع الأسبوع الجاري ضد معاقل التنظيم في مدينة جلب.
• المشهد الأمني والعسكري يشهد تحولات كبيرة تصبّ في مصلحة الحكومة، في ظل تقارير تتحدث عن دعم دولي وعربي متزايد لمساعدة الصومال في محاربة حركة الشباب، وهو ما يستدعي تحسين التدابير الأمنية لحماية المؤسسات والشخصيات القيادية في البلاد خلال الفترة المقبلة.
الرئيس حسن شيخ محمود ليس غريبًا عن مثل هذه التهديدات، فقد واجه استهدافات مماثلة في بداية فترته الأولى 2012-2017، إلا أن ذلك لم يثنه عن مواجهة الإرهاب، ما يعكس نقطة قوة يمكن للحكومة استثمارها في تجاوز التحديات الجديدة التي فرضتها محاولة الاغتيال الفاشلة.
نتائج
• جذب انتباه المجتمع الدولي إلى خطورة حركة الشباب، مما قد يسهم في تأمين دعم فوري لتعزيز جهود مكافحة التنظيم.
• تعزيز التعاطف الدولي مع الصومال، مما قد يؤدي إلى تكثيف العمليات العسكرية ضد حركة الشباب.
• وجود الرئيس حسن شيخ محمود في الخطوط الأمامية للعمليات العسكرية يُعزز تعبئة المقاومة الشعبية ضد التنظيم، وهو ما يراهن عليه الرئيس في هذه المرحلة، إلى جانب تحقيق انسجام أكبر بين المقاومة الشعبية والجيش، مما قد يسرّع استعادة المبادرة والتحول من الدفاع إلى الهجوم