الصومال..المشهد الأمني يشتعل من جديد (تقدير موقف).

واشنطن/الصومال الإخبارية
لأسابيع، تمكن الجيش الصومالي بدعم من المقاتلين المحليين من صد هجومين نفذتهما حركة الشباب – انطلقا من الجنوب الغربي والشمال – بهدف الالتقاء في منطقتي شبيلي الوسطى وهيران.
أطلق المسلحون هذه الهجمات في محاولة لفتح طريق إمداد في شبيلي الوسطى أو في منطقة هيران المجاورة.
ووقعت الهجمات في هيران في منطقة “بيرا يبال” مرتين خلال شهري يناير وفبراير، حيث تصدى المقاتلون المحليون وقوات الحكومة للمسلحين، مما أسفر عن خسائر فادحة.
فشل المسلحون في فتح ذلك الطريق. وأسفرت المواجهتان عن مقتل أكثر من 100 شخص، معظمهم من المسلحين.
وبعد فشلهم في منطقة هيران، اتجه المسلحون الذين عبروا من جسر مؤقت قرب قرية “أوبالي” نحو الشرق، مرورًا بشمال منطقة “مهداي”، حيث أرسلوا أعدادًا كبيرة من المقاتلين إلى منطقة شبيلي الوسطى.
كما عبرت مجموعة أخرى من المسلحين عبر منطقة “ياقلي”، فيما شن مسلحو حركة الشباب هجومًا على قوات الاتحاد الإفريقي والقوات الصومالية في بلدة “بلعد” في 26 فبراير، ويُعتقد أن الهجوم كان محاولة لإلهاء القوات.
أما الهجوم الثاني لحركة الشباب من وسط الصومال فقد نفذه مقاتلون كانوا محاصرين في منطقتي مدغ وجلجدود لمدة تقترب من ثلاث سنوات.
ووصل هؤلاء المسلحون إلى مشارف بلدة “عيل يبال” الرئيسية، والتي تخضع حاليًا لحصار.
أجبر المسلحون القوات الحكومية على التراجع من عدة قرى، بما في ذلك “الكوثار”، “دار النعمة”، “عيل علي أحمد”، “بوس حريري”، “عيل بارف”، “بيو عدي” و”مرتقوى”.
كما أطلق المسلحون قذائف الهاون على بلدة “عيل يبال”، لكن القوات الحكومية ما زالت صامدة.
في 18 مارس، فجرت حركة الشباب قنبلة كبيرة استهدفت موكب الرئيس في محاولة لاغتياله.
وفي اليوم التالي، تمكنت هجمات الحركة من الجنوب الغربي والشمال (قادمة من المناطق الوسطى) من الالتقاء لأول مرة في محيط قرية “جولاني”.
وتقوم حركة الشباب حاليًا بنقل مقاتلين إلى منطقة جلمدغ لفك الحصار عن المسلحين المحاصرين لمدة عامين ونصف، والذين سيتجهون نحو الجنوب والجنوب الغربي.
كما يشكل هجوم حركة الشباب على منطقة “مساجد علي جدود” في 26 مارس تهديدًا إضافيًا للقوات الحكومية، مما قد يضع ضغطًا على الجنود في “مسجوي” و”عيل دير”، والذين سيضطرون للقتال لتأمين طريق الإمداد الساحلي من مقديشو – عدالي – نور دغلي إلى جلمدغ.
ومع التعبئة الكبيرة التي تشهدها منطقتا شبيلي الوسطى وهيران بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، تسعى الحكومة إلى تغيير مسار الأحداث.
كما تصاعدت الضربات الجوية ضد حركة الشباب، حيث شاركت فيها طائرات مقاتلة إثيوبية، وطائرات مسيرة تركية وأمريكية، بالإضافة إلى المروحيات.
ولتشتيت جهود الحكومة ومنعها من إرسال المزيد من القوات إلى شبيلي الوسطى، فتحت حركة الشباب جبهة أخرى في شبيلي السفلى، حيث شنت هجومًا كبيرًا على بلدة “أوديغلي” في 15 مارس.
ويُعتقد أن هذا الهجوم كان محاولة لإشغال القوات، لكنه منح حركة الشباب ميزة استراتيجية أخرى، حيث سيطرت على أحد الجسور الحيوية للحفاظ على أمن مقديشو من السيارات المفخخة، وهو مصدر قلق أمني كبير.
كما شوهد مقاتلو حركة الشباب في ضاحية “إلشا بياها” في مقديشو يوم هجوم “أوديغلي”، وكان الهدف الرئيسي من وجودهم هو نصب كمائن للتعزيزات العسكرية.
وتكرر ظهور المسلحين في الأيام التالية، وهو ما فسره بعض المراقبين على أنه “تقدم نحو مقديشو”.
ومع ذلك، من المهم التأكيد أن ظهور حركة الشباب، وكمائنها، والعبوات الناسفة، والهجمات المتقطعة في منطقة “إلشا بياها” مستمرة منذ سنوات.
حيث توغل المسلحون في هذه المنطقة قادمين من “بصرة” شمال مقديشو و”جندرشي” جنوب غرب مقديشو منذ فترة طويلة.
لذا، تصوير هذا الأمر على أنه “تقدم جديد” نحو مقديشو يعتبر أمرًا سابقًا لأوانه.
هل سيزداد احتمال تهريب السيارات المفخخة إلى مقديشو؟ من المرجح جدًا.
هل ستفكر حركة الشباب في إدخال مقاتلين إلى مقديشو لخوض حرب تقليدية؟ من غير المرجح بشكل كبير.
المصدر : الصحفي الصومالي هارون معروف على حسابه في موقع أكس.